أنــــــا والختيار

أنا والختيار

قررت البعد عن كتابة الأشعار
واعتقدت أن هذا لي أفضل اختيار
وأن أجعل فقط قلبي من يملك الأسرار
ولكني كنت أشعر بالراحة عند تسطير الأشعار بالأحبار
فقلبي احتمل من الأحزان مالن تستطيع أن تحمله البحار
ولكني دائماً أكتب وأدفن كتاباتي بالآبار
آباري هي دولابي المركون بزاوية الدار
وأحياناً كنت أنقش بعض الحروف على جذوع الأشجار
وفي يوم كنت أكتب قصيدة قرف البحر فهاتفني ختيار
وقال لي :- يابني ألك أن تقرأني ماتكتب من أشعار
فرحبت بذلك وأعطيته قصيدتي التي تنتهي بكلمة الأمطار
فقال لي :- أتعرف يابني . كلماتك لحناً حزيناً معزوفاً بالأوتار
ولكن تحمل بين ربوعها أروع المعاني أحسنت الاختيار
ولكن يابني! إياك أن تجعل الحزن يتربع على قلبك ويصبح المختار
فأنت مازلت شاباً ولست هرماً مثلي ختيار
قلت له:- أتعرف ياجدي أني نسيت موضوع الشباب منذ زمن مضى وصر
وأعيش كأني شيخاً من قسوة الزمن الغدار
أنا ياجدي لم أرى السعادة ولم تدق لي باب الدار
مع أني لتشريفها في حياتي مللت الانتظار
ولكني لاأستطيع في انتظارها الاستمرار
فدموعي روت من الأرض مالم ترويه الأمطار
وأنا الآن أجلس وحيداً محتار
وأعتقد أن الموت لي أفضل اختيار
قال لي :- أنصت إلي ولاتكن على نفسك جبار
أنا يابني عشت من الحزن كثيراً ولطالما قذفتني الأقدار
والسعادة لم تأتني ولم تكن على حياتي من الزوار
عزلت نفسي عن الناس والتزمت الدار
حتى أصبحت كما تراني عجوزاً والموت لي بالانتظار
عش حياتك وأنسى هموك وكن صنديداً جبار
وأقذف همومك في أعظم وأكبر البحار
وذكرياتك اعتبرها شيئاً جرى وصار
اتخذ السعادة لك سبيلاً وأحذو حذو الشطار
وتذكر رحمة ربك أيها العبد المحتار
فربك قادرٌ على إسعادك فهو العزيز الجبار
احرق ماضيك وأعلن الحرب على أحزانك وحقق عليها الانتصار


ملـــكـ مملكـــة الأحــــــزان